0
أمهات وجدات يصنعن أطباق العاشوراء لأفراد عائلاتهن، زحام أمام مسجد الحسين بوسط القاهرة، سلفيون يطالبون بإغلاق ضريح الحسين لأنهم يُحرِّمون الاحتفال بذكرى عاشوراء ويتهمون الشيعة المصريين بمحاولة نشر التشيع بين المصريين في ذلك اليوم، فيما يؤكد بعض شيوخ الأزهر والباحثين التاريخيين أن هذا اليوم هو يوم عيد للمصريين والاحتفال به لا علاقة له بالشيعة. هذا باختصار شديد المشهد المختلط ليوم عاشوراء في مصر يكاد يتكرر كل عام، والذي يوافق حلوله هذه السنة يوم 10 أيلول/سبتمبر الجاري.
منذ سنوات طويلة، تحتفل الحاجة “أم سعيد” التي تعيش في منطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة المصرية بيوم عاشوراء بالصيام في هذا اليوم واليوم الذي يسبقه وإعداد أطباق العاشوراء لكل افراد أسرتها وجيرانها الذين يعيشون في المبنى نفسه الذي تعيش فيه، وتقول لرصيف22 إنها تعلمت صناعة طبق العاشوراء من جدتها الراحلة، التي علمتها وعلمت والدتها من قبلها.
وتشرح “أم سعيد” أن العاشوراء هو طبق مصري عمره مئات السنين، يتكون من القمح واللبن والسكر ويقدم في أطباق، ويتم وضع بعض الزبيب أو المكسرات عليه ويقدم ساخناً أو بارداً حسب الرغبة، مؤكدة أنه في الماضي كانت جميع الأسر المصرية تتبادل هذا الطبق وتتعامل مع عاشوراء باعتباره يوم عيد.
وبحسب سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر المصرية، فإن المسلمين يحتفلون بهذا اليوم في العاشر من شهر المحرم من العام الهجري، شارحاً لرصيف22 أن صيام هذا اليوم واليوم الذي يسبقه سُنّة أخذها المسلمون عن النبي محمد، وسبب الاحتفال هو إظهار السعادة بنجاة نبي الله موسى من ظلم فرعون مصر قبل آلاف السنين، مضيفاً أن الإسلام لا يحرم الاحتفالات، وأن احتفال المصريين في هذا اليوم بإقامة حفلات إنشاد ديني أمام المساجد المهمة مثل مسجد الإمام الحسين لا يتعارض والشرع.
وتقول دار الإفتاء المصرية إن “صيام يوم عاشوراء يكفر عن ذنوب السنة التي قبلها، كما قال النبي محمد”، مضيفة أنه “يستحب صيام يومى التاسع والعاشر من شهر المحرم”، وترفض الدار أي دعوات سلفية لمنع الاحتفال بهذا اليوم، وتؤكد أنه لا تتم أي أمور في هذا اليوم تتعارض مع الشرع الإسلامي مثلما يردد السلفيون.
تشرح “أم سعيد أسهل وأفضل طريقة لإعداد طبق العاشوراء، قائلة إن كل ما ستحتاجونه هو نصف كيلوغرام من القمح، ونصف كوب سكر، ونصف كوب قشطة، وملعقتان كبيرتان من النشاء المذاب في الماء، وملعقة صغيرة من مسحوق الفانيليا، وكوبان من اللبن الكامل الدسم، بالإضافة إلى ثلاث ملاعق كبيرة من المكسرات لتزيين الطبق في النهاية.
أما طريقة إعداد الطبق بحسب “أم سعيد”، فتبدأ بنقع القمح ليلة أو ليلتين، ثم يتم تصفيته، وغسله جيداً قبل وضعه على النار لسلقه، ثم يجري غلي اللبن مع القشطة، ثم وضعه على النار مع القمح المسلوق. بعد ذلك يُقلب المزيج على نار هادئة ووضع السكر للمكونات، ثم وضع الفانيليا فالنشاء المذاب في الماء، ويجري تقليب الخليط على نار متوسطة حتى يصبح القوام غليظاً، ثم يُقدم الطبق دافئاً أو بارداً حسب الرغبة وتُوضع المكسرات عليه ليصبح وجبة غذائية متكاملة بحسب “أم سعيد”.
وبشأن طبق العاشوراء، يرى سعد الدين الهلالي أنه طبق لذيذ، يعبر عن سعادة المصريين بهذا اليوم، قائلاً إنه يحب تناوله ولا يرى في الأمر أي تعارض مع الشرع مثلما يردد العديد من السلفيين الذين يضايقهم أن يعبر المصريون عن سعادتهم بهذه المناسبة. “استمتعوا بالعاشوراء ولا تهتموا بما يقولوه المتطرفون”، يقول الهلالي.

إرسال تعليق