حسن سالم
ظهور احمد الصدر وهو يقرأ بيان اجتماع الاعمار والاصلاح اول امس وخلفه رئيس الوزراء ورئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي ورئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم وفريق من النواب والسياسيين السنة والشيعة تعد اكبر مهزلة في تاريخ العملية السياسية واغتيالا للدولة واستهدافا واضحا لحلم العراقيين برؤية حكومة يقودها متشرعون وتكنوقراط ورجال دولة ولايقودها "ولد" لم يبلغ الحلم ولم يتخط حاجز الــ20 مترا!!.
ظهور هذا " الولد" شكل صدمة مؤلمة لكل العراقيين الذين يتابعون مجريات انتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء واستكمال السقوف الزمنية للفراغ من تشكيل الحكومة!.
فمن غير المنطقي ان يتحرك الوضع السياسي في البلاد ليصل الى هذا المشهد الصادم للذائقة والضمير الوطني بل الصادم للعين المجردة وهي ترى شابا صغيرا يتقدمهم بصوته "السوبرانو" وكأنه قاتل بشتى الوسائل من اجل الفوز بالقاء هذا الخطاب لكي يرضى عنه عمه الذي لم يأت للاجتماع والا "ليش" لم يأت وقدم ابن اخيه ممثلا عنه وربما ابلغ المجتمعين قراره بالانسحاب من الاعمار والاصلاح اذا لم تدعوا احمد الصدر يلقي البيان وانتم خلفه؟!!.
اهانة من العيار الثقيل وصفعة يوجهها مقتدى الصدر لقادة كبار في االدولة العراقية والا لماذا لم يتحرك احد من الذين وقفوا خلف " القيادي الصدري" ويعترض على هذه المهزلة التي ستدخلهم في نظر الشعب العراقي في خانة " الاستخفاف " باحجامهم ومساحاتهم السياسية وتأثيرهم في اتباعهم وجمهورهم ومؤيديهم؟!.
ان اتباع الاحزاب والكيانات السياسية التي وقفت خلف احمد الصدر ستوجه سؤالا قاسيا لقياداتها .. كيف وقفتم خلف هذا "الولد"وكيف احتملتم كل هذا الوقت " الطويل " وهو يلقي البيان ولم يصدق نفسه انه يقفز بسرعة البرق في النجومية السياسية ليتحول من "ولد" مغمور الى نجم للشاشة في المشهد التلفزيوني اكثر لمعانا من العبادي وعلاوي والحكيم؟!.
خوفي على التجربة الوطنية وحكومتها ونظامها السياسي من ان يستشيط ضابط عراقي بعد رؤية هذا المشهد غضبا ويخطط فور الانتهاء من قراءة بيان هذا التحالف لانقلاب عسكري وكتابة البيان العسكري الذي ينهي "حكم الزعاطيط"!.
فور الانتهاء من بيان احمد الصدر كتب بيان عسكري سيكون في المرحلة القادمة جاهزا لقلب الطاولة على هذا الاستهتار والمهانة والاستخفاف الذي يفعله هؤلاء المغرمون بالسلطة بصعود المغمورين الى الواجهة وربما لايلام هذا الضابط على فعلته وهو يثأر للديمقراطية المذبوحة في فنادق الدرجة الاولى والمستقبل المحكوم بقوة المليشيا وسرايا الحروب والقمع وتكميم الافواه واستجداء الاتاوات من المحلات التجارية في المنصور!.
سيجد هذا الضابط تأييد شرائح مختلفة من العراقيين لان هذه العملية السياسية تم خرق بكارتها سفاحا واغتالوها بالمعايير التي يقودون الدولة من خلالها وبالاستخفاف الذي يبدو العنوان الابرز لحركة هذه الكتل وهي تتحالف وتتفق وتتآمر للفوز برئاسة الوزراء!.
ان احمد الصدر ليس نتاج حالة سياسية سليمة قادرة على انتاج رؤية عادلة لادارة الدولة انما نتاج الازمة السياسية في البلاد ونتاج تيار سياسي بني على العصبية الطائفية والتطرف للشخص والالتفاف على اهداف ضيقة وعناوين كاذبة لا صلة لها بمعاناة المواطن وبرنامج حكومي قادر على انتشال الوطن من الغرق في مستنقع الفشل والازمة الشاملة!.
لم اندهش من وجود احمد الصدر في الواجهة لان ذات الوجوه التي تقف خلفه هي التي دعمت عمه وقدمته قياديا وتيارا وعنوانا وتعاملت معه حالة قائمة وهم يعلمون ان هذا العم هو المشكلة والازمة وسرّ مسلسل اغتيال البلد!.
إرسال تعليق
إرسال تعليق