0

 

مروه جمال - بغداد

لم يعد الأمر تقليدياً كما كان في السابق من تلقي المتدربين للورش والدورات بالشكل النظري داخل القاعات التدريبية، بل تعدى ذلك الأمر ليكون ميدانياً وعملياً للتعرف على الآخر بروح  #المواطنة  وفهم النسيج الاجتماعي للمدن والمحافظات ضمن نفس البلد الذي يعيشون على أرضه، يتحدث أيوب الحسن أحد مدربي هذا التخصص ضمن فعاليات المخيم الاول للتربية على المواطنة لعام 2024، والذي أقامته مؤسسة #مسارات للتنمية الثقافية والأعلامية مطلع شهر تموز الحالي.

برنامج مخيم #التربية_على_المواطنة تضمن فقرات عدة بدأت بدورة لإعداد مدربين متخصصين في مجال التوعية بـ"التربية على المواطنة" تلقوا خلالها مجموعة من الورش التدريبية حول كيفية تقبل الأخر وكيفية التعامل مع مختلف الفئات العمرية لتعريفهم بالمواطنة واساسيات التدريب في هذا التخصص الذي يلامس حياة مختلف الشرائح المجتمعية التي تعيش ضمن بلد حاضن للتنوع مثل العراق.

آمنه الذهبي، المدير التنفيذي للمؤسسة تحدثت عن اسباب اقامة هكذا فعاليات تدريبية وميدانية بالقول " في ضل تصاعد خطابات الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحاجة الكبيرة لتقليل الفجوة بين مكونات البلد الواحد والتي تأثرت بتلك الخطابات، إستلزم الأمر لإعداد فريق من المدربين يقع على عاتقهم تعليم وايصال المعلومة لمجتمعاتهم حول مفهوم المواطنة". 

واضافت الذهبي " لا يقتصر عمل المدربين على اعطاء المحاضرات لمتلقيهم، بل يتعدى الأمر لمشاركتهم في التخطيط والتصميم والاعداد لمخيمات تجمع عدة مكونات وفئات من المجتمع لتدريبهم نظرياً حول عدة مفاهيم ترتبط بمفهوم المواطنة وتعزز منها ومن ثم النزول معهم الى الميدان بشكل عملي لتعريفهم بثقافات وطقوس وعادات وتاريخ وتنوع المكونات ضمن مناطقهم ومدنهم ومحافظاتهم، وكيفية العيش المشترك بين تلك المكونات والقوميات ضمن فضاء البلد الواحد". 

وعقب اتمام الورش والدورات التدريبية التي تلقاها المشاركين انطلقت المؤسسة بمخيم عملي ميداني للتعريف بمبدأ ومفهوم المواطنة انطلق من العاصمة بغداد ثم محافظة كربلاء ومحافظة بابل.

هنا تحدثت "سراج" القادمة من مدينة سنجار وهي احد متدربي البرنامج وقبل انطلاقها بالمخيم عن زيارتها الاولى للعاصمة بغداد، ومدى اعجابها بحجم التنوع الموجود فيها، وكيفية تعايش مواطنيها عقب عدة نكسات مرت بها العاصمة جعلت منها متعددة الصور النمطية السلبية على حد قولها

واضافت بالقول " وهذا ما منعني انا والكثير من الناس من زيارتها لسنوات طويلة بسبب تلك الصور النمطية التي رافقتها لأكثر من حقبة زمنية مضت.

و تضمن المخيم الذي انطلق في بغداد عدة زيارات لاماكن تاريخية مثل المقبرة الملكية ومرقد الامام ابو حنيفة النعمان ، وشواهد بارزة للعاصمة مثل شارع الرشيد ونصب التحرير ونصب انقاذ الثقافة، ومعالم لشوارع، ومناطق مشهورة في العاصمة بتنوعها الحضاري والمجتمعي

كما شمل المخيم زيارات وفعاليات  للتعرف على معالم دينية وثقافات مختلفة في كل من مدينة كربلاء ومدينة بابل

حيث زار المشاركون من (متدربين وعوائل ومعلمين) للمراقد المقدسة في مدينة كربلاء المتمثلة بالعتبتين الحسينية والعباسية، وشملت زيارتهم ايضاً لمتحف العتبة الحسينسة ولقاء مع مسؤولين ومؤرخين داخل العتبة الحسينية للاستماع لتاريخ تلك المدينة وتفاصيل مختلفة عنها.

ثم توجه المشاركون في المخيم بعد ذلك لمدينة بابل لزيارة محطتين فيها، كان اولاهما محطة اعلامية تمثلت باذاعة المستقبل، والاخرى لآثار مدينة بابل لتعريف المشاركين بأبرز حضارات بلدهم

يذكر ان المشاركين في المخيم الذي أقيم مطلع تموز 2024، والمتدربين منهم على وجه الخصوص في مجال التربية على المواطنة ، سيكون على عاتقهم تكرار التجربة ضمن محافظاتهم لشريحة متنوعه اخرى من الجمهور، وذلك للتعريف بمعالم مدنهم وتاريخها وما تحوي من مكونات واديان وطوائف تمثل النسيج المجتمعي لتلك المدن.

إرسال تعليق