حسين ثغب
تحقيق التكامل في الأسواق العالمية يمكن بلوغه عبر علاقات تجارية متبادلة بين دول العالم تغطي حاجة الاسواق في مختلف أرجاء المعمورة. وحين يذهب الحديث الى التجارة فإن الأنظار تتجه صوب أهم مصنع في العالم ولديه بصمة في اغلب بل جميع اسواق العالم، وهذا نابع من سعة القدرات التصنيعية وحجمها، وصولا الى النوع المطلوب في كل دولة، وهذا جعل آلة التصنيع الصينية متناغمة مع جميع الطلبات التي تصلها عبر سفراء الأسواق (التجار). لا شك أن أي قرار صيني يحد من التعامل مع أسواق العالم او يقوض الصادرات بشكل نسبي، سوف يحمل من السلبيات الكثير على مختلف الدول، لا سيما الريعية منها، ويضع الحكومات في موقف محرج، يتطلب البحث عن اسواق جديدة قد لا تتلاءم منتجاتها مع المجتمعات المحلية ومستويات الدخل لدى أفرادها، وهنا سيكون لقرار الصين، تبعات تنذر بالخطر على الاسواق في الدول الريعية. وتبقى الحلول أمام الدول الريعية محدودة وتتطلب جهودا لتحقيق مرونة استيرادية من اسواق عدة، وإن لم تكن هناك سوق بديلة للصين، ولكن الضرورات تقود الى هكذا حلول. كما أن الدول الريعية وأسواقها حين تتلقى أنباء تفيد بتقليص أيام العمل لقطاع التصنيع، هذا يقود الى مراجعة الحسابات بشكل جدي، إذ يعني هذا الأمر ارتفاعا حتميا للأسعار في ظل ازمات مالية عاشتها جميع بلاد العالم بسبب كوفيد - 19، ويتزامن مع ارتفاع في اسعار شحن البضائع بنسبة 400 %، ما يعني زيادة في تكاليف وصول البضائع الى مختلف أسواق العالم وسيشعر بها المستهلك حين يتواجد في اسواق التجزءة، وهذا بجميع الأحوال سيؤثر على اقتصاد الأسرة فالأسواق العالمية تخشى المقبل من الأيام وتتوقع ارتفاعا كبيرا في أسعار مختلف البضائع، بسبب ارتفاع المواد الخام حول العالم، إذ اشرت البورصات العالمية ارتفاع بلغ 20 % لمختلف الخامات، ما يعني واقع حال الاسواق الدولية سيكون مختلفا عنه قبل اجتياح كورونا دول العالم. وبات العالم أمام حقائق جديدة تغير شكل الاقتصاد العالمي وتضعه أمام مسارات جديدة تتطلبها التعاملات الدولية، فإن العراق يعد جزءا من منظومة التجارة الدولية وبحجم كبير كونه يستورد قرابة 90 % من حاجة الأسواق المحلية لتغطية متطلبات 40 مليون نسمة يمثلون عدد سكان العراق، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في شكل السياسات التجارية، وكيف يمكن تقليل تأثير الأسواق المحلية بالتطورات التي قد تشهدها الأسواق العالمية. وهنا يأتي دور سفراء الأسواق العراقيين (التجار) في دراسة الجديد الذي يطرأ على واقع التصنيع في العالم وداخل الصين على وجه الخصوص، بغية الخروج بأقل الخسائر جراء الواقع الجديد الذي قد يشهده العالم.
إرسال تعليق
إرسال تعليق