0

* جمال شاكر الربيعي
 العراق يعيش اليوم على اعتاب مرحله تاريخية مفصلية ، اما ان يصل الى بناء دولة مدنية يسودها القانون والعدل وتحقق فيه حياة حرة كريمة تليق بشعب العراق وتاريخه وهذا مايسعى له ثوار الانتفاضة الذين هم شكلوا صدمة للنظام السياسي الفاشل الذي دمر البلاد بكل مفاصلها من خلال احزاب فاسدة ولها ولاء لغير العراق ، مما جعل العراق في اسوء مرحلة عبر تاريخه الطويل، لعل تمسك الاحزاب بمناصبها وامتيازاتها مهما كلف الامر وهنا تمكن الشرارة التي لا نعرف متى  تشتعل وكلا الطرفين متمسك بقوة بمطالبه والوضع الدولي في حالة تفرج وعدم مبالاة رغم ماقدمه الثوار من دماء زكيه والالاف الجرحى والمخطوفين، نحن اليوم امام مشهد فيه اطراف عديدة دخيلة على الوضع السياسي فيما هناك اطراف اقليمية تلعب في الساحة العراقية، كانه جزء منها غير مكترثة بالدماء والدمار الذي حل بالعراق، وتصر على دفع الامور الى التصادم وجر الشعب الى حرب اهلية من خلال دفع عملائها ووكلائها في العراق الى التمسك بالسلطة،بالمقابل شباب الانتفاضة على وعي ويدركون ماتسعى له القوى السياسية الفاسدة، لذلك هم لم يخرجوا عن سلميتهم ومطالبهم ، لم يحرقوا او ينهبوا او يعتدوا على الاملاك العامة او الخاصة رغم محاولات الاحزاب دس عناصرها لخلق فوضى، لكن الوعي الجمعي لشباب الانتفاضة افشل مخططاتهم واليوم وبعد مرور قرابة الشهرين حقق الشباب انتصارات ملموسة ولعل اسقاط رئيس الوزراء وحكومته كانت اول النجاحات باقرار قانون الانتخابات وتشكيل المفوضيه وكانت ضربات موجعة للاحزاب وعدم استجابة رئيس الجمهوريه لمرشح الاحزاب اعطى شرعية للشعب واعتراف بان الشعب هو صاحب السلطة،نحن نراقب الاوضاع عن كثب ونرى ان المعركة لازالت على اشدها ، والاحزاب لم تستسلم بسهولة ولم تدرك بعد ان الحياة تتغير وان عهدكم ولى الى غير رجعة،ان اي معركة او تصعيد ليس من صالحكم افيقوا انتهى عهد العملاء و الوكلاء، فالف مرحى لشباب العراق والمجد والخلود لشهداء التغيير والخزي والعار للعملاء الاقزام.

إرسال تعليق