0
معن محمد الحسن 
كل المعجمات العربية اتفقت على مصطلح القدسية بانه ((مصدر صناعي من قُدْس : حُرْمة وطهارة :- مكان له قدسيّته ، - لكلّ بيت قدسيّته )) , اذا فان أي يضريح او مقام او سكن خاص يتمتع بالقدسية له جغرافية محدد من حيث المساحة , وربما هناك فارق بين مكان واخر لما تجتمع القلوب والافئدة بحب المكان الروحاني او المكان الذي يضم رفات نبي او امام او صالح او عالم جليل الخ .. 
ان ما عشناه خلال الايام الماضية من اخذ ورد اتجاه قدسية وحرمة كربلاء التي احتضنت بطولة غرب اسيا لكرة القدم وما رافقها من فعاليات الافتتاح وانقسم فيها فريقان غير متساويان الاول من استغل الاحتفالية لزرع ازمة ظاهرها ديني وباطنها سياسي وهذا الفريق اذا ما قارناه بالفريق الاخر لايساوي ريشة في جناح صقر , فمن خلال هذا الاتفاق الاصطلاحي لعلماء العربية بان القدسية محصورة في محيط المكان وليس خارجه وان التبرج وغيرها مما يخالف الشريعة غير مسموح به داخل محيط المكان المقدس , وان ذلك اذا كان خارج المقدس من الممكن ان يحصل لان الحياة والدنيا خلقت وفيها الشر والخير والانسان مخيّر بين الاثنين ولاسلطان عليه من احد سوى الله سبحانه وتعالى . 
ومن الامثلة التي يمكن ان نسوقها بالالزم الناس بالقدسية في اماكن محدد ذكرها القران الكريم في اوقات محددة منها قولة تعالى ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197] ويقول النبي (ص) : من دخل الكعبة فهو آمن ) والا لقال عليه افضل الصلاة والتسليم من دحل (مكة ) اذن اقتصرها في محيط الكعبة .
اذن نستنتج من ذلك هناك محدودية سواء في المكان او العبادات طبعا هذا رائي الخاص ولا افرضه على احد لكونه ناتج عن محدودية ثقافتي وتطلعي وانا لست برجل دين او مهتم بالفقة والسنة سوى الاطلاع البسيط .. 
المهم خلاصة القول ان ماجرى في احتفالية البطولة الدولية لكرة القدم في محافظة كربلاء لاعلاقة له لامن قريب ولا من بعيد بقدسية مراقدها خاصة مرقد سيد الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) ومرقد الامام العباس بن علي بن ابي طالب قمر بني هاشم (ع) لكون الملعب يبعد عن المرقد فراسخ عدة والا اذا اعددنا بان كل كربلاء باحايئها واقضيتها ونوحيها مقدسة اذن ينسحب ذلك الى العراق كله لانه يحتضن الاف القبور المقدسة التي نعرفها او نجهل مكانها , وان بغداد فقط هي الاكثر احتضانا للائمة والصالحين والاولياء حتى من من كربلاء وغيرها ففيها الاماميين الجوادين (ع) والسيد ادريس ومعروف الكرخي والشيخ عبد القادر الكيلاني وابي حنيفة النعمان والغزالي واحمد ابن حنبل وسفيري الامام المهدي والجنيد البغدادي .. الخ والقائمة تطول . 

لذا علينا ان نفرق بين محدودية المكان المقدس وبين الامكنة التي تبتعد عنها ولانستغلها لاغراض سياسية او نفعية .. الخ واخيرا فليس كل معمم مؤمن وليس كل (افندي) كافر .. والسلام

إرسال تعليق