0
تساءلت صحيفة "الغارديان" عن سبب تأجيل متحف اللوفر في أبو ظبي عرض لوحة "المسيح المخلص"، التي يُقال إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اشتراها العام الماضي.

وفي تقرير أعده مراسلها سعيد كمالي دهقان، قال إن تأجيل عرض أغلى لوحة بيعت في المزاد، ورسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، يثير أسئلة أكثر مما يطرح من أجوبة.

فقد أعلنت دائرة الثقافة والسياحة، التي قالت إنها تملك اللوحة التي بيعت في المزاد العلني بنيويورك في تشرين الثاني/ نوفمبر، في تغريدة، إن العرض سيتم تأجيله، ولأجل غير معلوم.

وتصوّر اللوحة التي بيعت بمزاد "كريستي" السيد المسيح، وتُصنف بأنها أهم اكتشاف فني في القرن الحادي والعشرين. وبيعت اللوحة بـ450 مليون دولار، محطمة بذلك الرقم القياسي بوصفها أعلى لوحة تباع في مزاد بعد 20 دقيقة من افتتاحه.

وكان من المتوقع عرض اللوحة في 18 أيلول/ سبتمبر، ولم تقدم الدائرة أي سبب للتأجيل.

ولكن صحيفة "ذا ناشونال" الناطقة بالإنجليزية في أبو ظبي قالت إن "التكهنات تقول إن المتحف ربما كان ينتظر الذكرى الأولى لبيعها في تشرين الثاني/ نوفمبر".

واللوحة هي واحدة من اللوحات المؤرخة لدافنشي، وعددها 20 لوحة حسب كريستي. ويُعتقد أن الملك الفرنسي لويس السادس عشر طلب رسمها، ولم يكن يعرف أحد مكانها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، بعدما اختفت من المجموعة الملكية. وظهرت اللوحة عام 1958 وبيعت فقط بـ60 دولارا؛ لأنها نسبت إلى الفنان جيوفاني بولترافيو، والذي عمل في استوديو ليوناردو دافنشي. ولكن معرضا نظمه المتحف الوطني عام 211 للوحات دافنشي أكد نسبتها للفنان الإيطالي بعد ستة أعوام من العمل والبحث.

وفي المزاد الأخير، لم يُكشف في البداية عن مشتري اللوحة، ولكن كُشف عنه لاحقا، وهو بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود، من العائلة الحاكمة في السعودية، الذي يُعتقد أنه كان يتصرف نيابة عن محمد بن سلمان.

ففي تقييم أولي للمخابرات الأمريكية، كُشف عن علاقة ابن سلمان بها، ولكن مشاركته في الشراء ليست واضحة.

وطرح عدد من نقاد الفن أسئلة حول أصالة اللوحة، حيث قال مؤرخ الفن الألماني فرانك زولنر، في مقدمة كتابه "ليوناردو" الصادر العام الماضي، إن اللوحة تشير في أسلوبها وشكلها لتلاميذ دافنشي في عشرينيات القرن السادس عشر، وليس لأسلوبه. لكن مارتن كيمب مؤلف "موناليزا: الناس واللوحة" يرى أنه رغم الضرر الذي تعرضت له اللوحة والرسم عليها، فلا شك أن دافنشي مسؤول عنها.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد افتتح المتحف في أبو ظبي، بعد عشرة أعوام من الجدل والتأخير. ويحق للمتحف حمل اسم اللوفر لثلاثين عاما وستة أشهر، مقابل 525 مليون دولار، إضافة إلى 750 مليون دولار في عقد توظيف المدراء الفرنسيين.

إرسال تعليق