محمد السراي
تواجه النخب العديد من الإشكاليات التي تقلص من دورها في الإصلاح والبناء الثقافي والحضاري وقد يرى الكثير من ممتهني صناعة الادب والتنوير الفكري ان ما يكتب على ورق او يروى عبر جلسات محدودة او يسجل عبر الاشرطة قادر على ان يحقق التأثير ونشر الوعي ولولوج عبر لادراك اثناء مروره عبر رؤوس متقاعسة عن التفكير والملاحظة بكل ما يقدم من محتوى يسرد من خلاله تفاصيل محتوى المنتج الادبي لنخب ابتعدت عن العموم من جمهور القاع الذي يمثل السواد الاعظم الغير مكترث لاي من الحركات الفكرية والثورات الادبية والموروثات التأريخية لانشغاله بالاحداث الانية والمتغيرات اليومية المعقدة الراكدة في الفراغ حتى استولت على جميع قناعاته صانعة له عالم من الوهم عن طريق شخوص واسماء اعتلوا تفكيرهم بسبب غياب الملهم المؤثر الذي اكتفى بان تغفوا كلماته على فراش من ورق ورفوف النسيان وذاكرة الادب دون ان ينفذ بها عبر مخيلات الاخرين ووجدانهم لتسهم في ولادة افكار جديدة تعمق الشعور بالانتماء وتزيد من شغف العطاء وترتقي لبناء مشروع يترجم الى بناء ثقافة فاعلة تستحوذ على الاهتمام فالجميع يسكن القاع المظلم الذي استخدام عبر مراحل عدة لتكريس التخلف والضياع ، فالمثقف الحقيقي هو من يلتف حوله الجميع ويكون دائما معهم ويخرج من صومعته ليحتموا به ويتحدث باسلوب بعيد عن الاستعراض قريب من ارض الواقع وان يكون واضحا فالجماهير تحتاج من يخرجهم من سواد التخلف بإيفاد ضوء المعرفة لتضيء الطريق وتفتح لهم سلم النجاة ، فالجميع يفهم ان كل الثورات والمتغيرات الاجتماعية كان ورائها اسماء من صانعي الرأي ساهموا في تعبئة الجماهير وتوجيههم نحو اهداف محددة وكذلك الحكومات تكون محرجة امام الاقلام المبدعة والأصوات العالية فيما قدم من اعمال ادبية كسرت شوكة الجهل والظلام ووضعت الحلول ونقدت الاستبداد والعبودية وحثت على الحرية الدائمة لفك القيود وتفعيل المنطق وابعاد شبح السذاجة والسطحية عن اذهان غارقة بين صراعات الامس وتفاهات اليوم ، فكل منا لديه رسالة يجد ان يؤديها ويتأكد من وصولها وهذا اهم اشتراطات تحقيق الذات والقفز على حواجز الركود ، وعلى جميع النخب التحلي بالتواصل والانفتاح على الفئات الاخرى والنظر الى الجمهور بمنظار اخر بعيدا عن التجرد ومفهوم البقاء والعدم فالسهل الممتنع هو ما يحتاجه الاخرين فلا بأس من الخروج عن النخبة والتربع في وسط القاع والبدأ من هناك لكي تجد من يصغي فالآخرين هم ضحايا الفوهه التي صنعتها عوالمهم المختلفة ويحتاجون دوما للكلمة التي تغني قريحتهم وتضمن بقاءهم وتحقق احلامهم وطموحاتهم التي تحيى بالمعرفة لصانعي الحياة من النخب العراقية التي لابد ان يكون لها الدور في قادم الايام وان تحرص في هذه الفترة على استعراض قدراتهم الذهنية في الفهم والتحليل لتبقى ضمن اهتمامات جميع شرائح المجتمع.
إرسال تعليق
إرسال تعليق