0
الوسط - الاتجاه الاخر
بفوز بوريس جونسون برئاسة وزراء بريطانيا، أصبح العالم أكثر تجانساً من ناحية نوعية زعاماته العنصريين الدكتاتوريين القتلة، ما يجعل المراقبين يتوقعون كوارث بعدما اختارت بريطانيا أن تحذو حذو الولايات المتحدة وتسلم زمام قيادتها لليمين الشعبوي العنصري الصاعد.جونسون ليس ترامب جديدا تنتظره أوروبا فهو وجه قبيح من وجوه اليمين العنصري، يكره الإسلام ويصف نفسه بأنه صهيوني حتى النخاع ويشبه ترامب في عنصريته وعنجهيته لذلك يحبه قادة الليكود العربي (الصهاينة العرب) وفسدة الثورة المضادة.

بوريس جونسون أصله تركي شركسي أرمني، قتل الأتراك جده كمال علي بتهمة الخيانة وموالاة الأرمن، لذلك فهو يكره الإسلام ويزعم أنه “سبب تخلف الدول العربية والإسلامية”.

فالاسم الكامل لرئيس وزراء بريطانيا الجديد بوريس جونسون هو بوريس ستانلي عثمان علي كمال (تحول اسم جده عثمان لاحقاً إلى ويلفريد جونسون كما هو لقب والدته) وجد والده علي كمال بيك كان صحفياً معروفاً ووزيراً للداخلية لفترة وجيزة في العهد العثماني، وهو أحد أشهر الخونة في التاريخ العثماني، تم إعدامه سنة 1922 بتهمة التآمر مع الإنجليز.

وكان السلطان عبد الحميد الثاني، سلطان الدولة العثمانية قد نفى وزير داخليته “علي كمال بك”، فاستقر في اوروبا وتزوج بريطانية تدعى “وينفرد بران” عام 1903، وأنجب منها عثمان كمال “جونسون”، وهو أبو جد بوريس جونسون “رئيس الوزراء الحالي في بريطانيا.

ترامب متطرف جديد

بوريس جونسون مولع بأسلوب تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الشؤون السياسية ويقول إنه “أثار خيال الناس في أنحاء العالم”. لهذا فهو يشبهه في جنونه وانحيازه للصهاينة وعدائه للإسلام وسخريته من العرب وعدائه لتركيا والرئيس التركي أردوغان.


وقد اشتهر بتصريحاته الجنونية مثل ترامب في دعم الصهاينة حتى أنه وصف نفسه قبل أيام بأنه “صهيوني حتى النخاع”، ونقل عنه موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي قوله إنه صهيوني حتى النخاع، وإن إسرائيل هي البلد العظيم الذي يحبه!!.
لهذا يتوقع أن يأخذ بلاده نحو مزيد من التبعية لأمريكا وترامب والتوافق معه في ملفات العداء وحصار إيران وتركيا ودعم إسرائيل ومحاربة الفلسطينيين ودعم حكام الانقلابات في العالم العربي.



معادٍ للإسلام
عُرف عن بوريس جونسون تصريحاته المعادية للإسلام، ففي السابق كتب جونسون عام 2007، في كتابه “الطريق إلى روما”، أن الإسلام “تسبب في تخلف العالم الإسلامي لقرون”، حسب زعمه.
وتذرع في ذلك في أن “كل بؤرة متوترة في العالم تقريبًا لها علاقة بالإسلام، من البوسنة إلى فلسطين والعراق فكشمير”، حسب رأيه.


وقد تعرّضَ لانتقادات شديدة إثر ادِّعائه بأن الإسلام قد عاد بالعالم الإسلامي “قرونا” من الزمن إلى الوراء، وذلك في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية. وفي ملحق تمت إضافته إلى إصدار لاحق من كتابه “حلم روما”، (الطبعة الأولى في العام 2006)، كتب: إن ثمة شيئاً في الإسلام يعوقُ عمليات التنمية، ونتيجة لذلك، فقد كان “التظلم الإسلامي” (شعور المسلمين بالظلم والضيم الواقع عليهم) عاملاً في تأجيج الصراعات.

تعددت تصريحات جونسون المسيئة للإسلام، وقال في إحدى المرات إن العقيدة الإسلامية “غريبة وغير جذابة”، كما شبّه المسلمات اللائي يرتدين البرقع بلصوص البنوك. وجونسون معاد للإسلام والمسلمين، خاصة بعدما كتب مقالا في مجلة الشاهد في 16 يوليو2005 -عقب الهجمات الانتحارية في لندن-ينتقد المسلمين.

ومع أن بوريس جونسون؛ رئيس وزراء بريطانيا الجديد كسابقه الأمريكي؛ باراك أوباما من أصول مسلمة لكن لا أثر لذلك في توجهاته السياسية بل ربما كانت بالنسبة له نقطة ضعف يحاول التخلص منها بإظهار المزيد من الدعم للكيان الصهيوني والعداء للإسلام نفسه. وقد رد عليه المجلس الإسلامي في بريطانيا، قائلا: “نحن بالتأكيد نجد أن للإسلام دوراً في عملية التقدّم والازدهار، سواء كان ذلك في العالم الإسلامي أو هنا في بلادنا بالغرب”. وقال الرئيس السابق لمنتدى المسلمين المحافظين محمد أمين: إن تحليل جونسون ينطوي على “ترويج للكراهية ضد المسلمين”.


ومن أجل إبعاد تهمة معاداة الإسلام عن نفسه، بسبب اقتباسه من ادعاء لرئيس الحكومة البريطانية الأسبق ونستون تشرشل بأنه “لا توجد قوة رجعية أقوى في العالم من الإسلام”، ذكر جونسون بأنّ جده الأكبر علي كمال، وهو سياسي تركي، كان مسلماً، وخلال مناظرة تلفزيونية بين مرشحي رئاسة حزب المحافظين لزعامة الحزب الشهر الماضي: قال: “جاء جدي الأكبر المسلم إلى هذه البلاد خوفاً على حياته في العام 1912 لمعرفته بأنها (المملكة المتحدة) منارة للكرم ولاستعداد أهلها على الترحيب بالوافدين من جميع أنحاء العالم”.
أبرز القضايا التي تواجهه
من المتوقع أن يقابل بوريس جونسون، رئيس الوزراء رقم 77 في تاريخ المملكة المتحدة سلسلة من التحديات والقضايا. أبرز التحديات هي الحالة المضطربة في الشرق الأوسط واحتمال تصاعد الأزمة مع إيران، إلى جانب الحاجة إلى تقدم دبلوماسي في قضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في القريب العاجل.ففي ظل احتجاز الحرس الثوري الإيراني للناقلة “ستينا إمبيرو” التي ترفع العلم البريطاني وطاقمها المؤلف من 23 فردا وما شكله هذا من تحدٍ لبريطانيا التي قالت إنها سترد ولكنها ترددت في عهد الحكومة السابقة لأنها تحتجز بدورها ناقلة ايرانية في جبل طارق، يبدو التصعيد هو الخيار الأبرز وفق شخصية جونسون الصدامية.الملف الكبير الآخر هو تنفيذ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي بعد أكثر من ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو 2016 وصوت فيه 52 % من البريطانيين على بريكست. وأخفقت ماي في هذه المهمة وفشلت ثلاث مرات في الحصول على موافقة النواب على اتفاق الخروج من الاتحاد الذي أبرمته مع المفوضية الأوربية في نوفمبر وهذا ما دفعها إلى الاستقالة.


ومع اقتراب الموعد النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي في 31 أكتوبر يتوقع أن تتم عملية الخروج من دون اتفاق، وهو ما أشار إليه جونسون مرارا. وقد نزل عشرات الآلاف من البريطانيين إلى شوارع لندن ليقولوا “نعم لأوربا” و”لا لبوريس”، وقد أعد المحتجون بالونا طائرا على هيئة جونسون، يسخر من تسريحة شعره الأشقر.

إرسال تعليق