0
اكثر من ثلاثمائة الف راتب وهمي فضائي يتسلمها مجهولون أمتهنوا حرفة الاحتيال لكن هذه المرة على نطاق واسع جداً ، ، قدر سعة وحجم نفوذهم مما يجعل مواجهتهم والاقتراب من محرمات سلطتهم خطراً جدياً ، يجعل من يمني النفس ليغدو بطلاً لمقارعة الفساد الى جثة هامدة.
الخبر الرئيس المنشور على الصفحة الاولى جوار هذا المقال ، هو حكاية من حكايات الف ليلة وليلة العراقية الصنع بامتياز ، فيه من الغرابة ما يشيب لها الولدان حيث وصلت السرقة للمال العام الى هذا الدرك السفلي ، فعندما يتسلم من تسول له نفسه هذا الاثراء غير المشروع وهو يعرف جيداً ان هناك عراقيون لايمتلكون ثمن وجبة بسيطة لعوائلهم وان هناك عشرات الالاف من الجياع والمحتاجين والمرضى والمعوزين ، وهو يستمرئ اكل هذا السحت الحرام من دون وازع من ضمير.
قد تبدو المسألة بسيطة وعبارة عن مجموعة محتالين نجحوا في اختراق نظام البطاقة الذكية ليستولوا على معلومات مواطنين ابرياء ومن ثم استخدامها بشكل غير قانوني ، لكني لااستطيع تصديق هذا ، لان سرقة بهذا الحجم تصل الى مليارات الدنانير شهرياً لايقوم بها مجرد حثالة نصابين ، من دون افتضاح امرهم وهي ليست لعبة بوبجي او هكر لحساب فيسبوك لتمر مرور الكرام وتنتهي المسألة بالتستر على مبدأ (الله وصه بالستر) ، الموضوع اكبر بكثير وان ما كشف هو خيط رفيع يوصلنا الى كورة متشابكة قد يضيع بها الرباط.
لاندري متى بدأت حكاية هذه الرواتب الوهمية او الفضائية وهل هي امتداد لعمليات قديمة مستمرة تم تجديدها في منظومة البطاقة الذكية حيث تم سابقاً تداول ما يقرب نصف مليون راتب فضائي تقف وراءها جهات سياسية تمنع نفاذ الرقابة اليها ، وربما لم تستطع ابطال هذه الحكاية بعد التضييق عليهم عندما كشف عن عشرات الالاف من الفضائيين فاستثمروا بما يمتلكونه من هكر قادر على انجاز مهمة بهذا الحجم.
نكرر الدعوة لمجلس مكافحة الفساد لفتح تحقيق جدي وشجاع وكشف ما يتوصل اليه من نتائج خاصة وان الزميل محمد السيد محسن ابدى استعداده لتقديم ما يمتلكه من وثائق للجهات الرسمية للمساعدة في فضح من يقف وراء عملية السرقة القذرة هذه.
باسم الشيخ

إرسال تعليق