0


كتبه: احمد مغير
في مقالة سابقة (اسباب الوفيات الخمسين الاولى(وبضمنها الامراض السرطانية) في العراق وحسب ترتيبها ) ذكرت الخمسين سبب الاولى للوفيات في العراق وحسب الاحصائيات العالمية. في هذه المقالة اسلط الضوء على الاسباب واعود لتحليل ما وراء ذلك. ذكرنا أن امراض القلب التاجية والحرب والسكتة الدماغية هي الاسباب الثلاثة الاولى وهذه الامراض الثلاثة والتي تتصدر قائمة اسباب الوفيات تتعلق بما يتعرض له الناس من ضغوط وتوتر بسبب ظروف الحياة اليومية فامراض القلب التاجية هي مشكلة عالمية ولكنها في العراق تتصدر القائمة كسبب للوفاة ولاسباب هامة تتعلق بنوع الحياة اليومية التي نعيشها وباجراءات التشخيص والعلاج وخصوصا بعد تعرض الشخص الى جلطة او ذبحة وكيف يمكن اتخاذ الاجراءات للوقاية منها وتنظيم حياة المريض من خلال ابعاده عن الضغوط وعوامل الخطورة التي قد تؤدي به الى الوفاة.
ثم يأتي السبب الثاني وهو الحرب والعراق منذ عقود اصبح مكانا للحرب فمن حرب الشمال الى حرب فلسطين الى حرب العراق وايران الى حرب الكويت الى حرب 2003 ثم الحرب الطائفية ثم الحرب مع الارهاب وداعش .يكاد الانسان العراقي يولد ويموت ومنذ عقود وهو يعيش في حرب دائمة.الحرب تعني القلق وتعني التوتر والخوف والضائقة المالية للبلد وتعني الفقر وتعني الموت وتعني الاعاقة ووفق هذه الارقام فأن العراق في عام 2017 كانت الحرب ثاني اعلى سبب للموت فيه.
السبب الثالث وهو السكتة الدماغية اي الجلطة او النزف الدماغي وهي ثالث اسباب الموت في العراق وهي متعلقة بحياة رديئة غير صحية يعيشها الانسان كعامل خطورة للاصابة وعند الاصابة فأن الاسباب الكثيرة من التشخيص الى العلاج الى الرعاية واعادة التأهيل هي سبب من اسباب الوفاة.العامل الرابع للوفاة هو داء السكري والاصابة بالمرض بانواعه لها اسبابها ولكن أن يتحول داء السكري كسبب من اسباب الوفيات وبشكل متقدم هي المشكلة وهنا نعني المرض واختلاطاته ومرض السكري مرض بحاجة الى توعية وتأهيل للمريض ليستطيع تقليل الكثير من الاختلاطات او ان يتحول الى سبب لوفاة.
السبب الخامس للوفاة هو امراض الكلية وامراض الكلية في العراق من اكثر الامراض انتشارا ولها اسباب كثيرة مثل جودة المياه والمناخ والوعي الصحي وتتراوح هذه الامراض من التهابات المجاري البولية الى الحصى الكلوية الى امراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الكلى الى اختلاطات لامراض اخرى تؤثر على الكلى واهمها هو العجز الكلوي والكثير من الطواريء المرضية قد تنتهي بعجز الكلى, وهو مرض يحتاج الى عناية ومتابعة واجهزة غسيل كلى .
والسبب السادس وهو امراض الزهايمر وخرف الشيخوخة و السبب السابع وهو الانفلونزا وذات الرئة فأن حضورها كسبب متقدم للوفاة يدل على فقدان العناية الصحية اللازمة وعدم توفر الامكانيات للحد من المضاعفات والتي تؤدي الى الوفاة . السبب الثامن وهو حوادث الطرق والسيارات وهي سبب متوقع للمراضة والموت في بلدنا بسبب تخلف الواقع المروري وتخلف الوعي الصحي والمروري وعدم قدرة الدولة على الحد من الفوضى في هذا القطاع.
السبب التاسع هو سرطان الثدي و هو مرض منتشر في العراق وسبب للمراضة والوفاة ويمكن من خلال تطبيق برامج الكشف المبكر عن المرض الحد من الوفيات وتحسين حياة المصابات به . والسبب العاشر وهو العنف وهو سبب معروف للعراقيين فاسباب العنف وادواته متوفرة فاطلاق الرصاص مثلا في المناسبات المفرحة والمحزنة جزء من العادات والتقاليد العراقية , كما اصبحت المشاجرات بين العشائر والتي سرعان ما تتحول الى معارك بينها ولاسباب بسيطة ولكنها تودي بارواح الناس ولا تستطيع الدولة ايقافها او الحد منها.
في هذا الاستعراض البسيط استطيع أن الخص اهم العوامل التي تؤدي الى الموت هي العنف والحروب والتوتر والتلوث وضعف الامكانيات التشخيصية والعلاجية والاهم هو تخلف الوعي الصحي.

إرسال تعليق