0
(كتبه: عبد الخالق الفلاح)
تصريحات اخيرة لنائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء‎ حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، الذي هاجم السياسيين العرب متهماً إياهم بسوء الإدارة وكون الخوض الكثير في السياسة في عالمنا العربي مضيعة للوقت، ومَفسدة للأخلاق، ومَهلكة للموارد.واضافة بان وظيفة السياسي الحقيقية هي تسهيل حياة الاقتصادي والأكاديمي ورجل الأعمال والإعلامي، وتسهيل حياة الشعوب وحل الأزمات بدل افتعالها، وبناء المنجزات بدل هدمها نعم كلمة حق يراد منها باطلاً إلا ان لا يمكن ان تضع اللوم على السياسيين وحدهم فيما جرى ويجري في العالم العربية لانهم في حصار مميت في الكثير من البلدان العربية لان السياسي الحر وبشعور وطني عندما يعمل بحرية يجلب العدل والسلام والمشاركة في ثبيت المطالب وتحقيقها والمنفعة لأكبر عدد من الأفراد إذ أنها تدفع الحاكم إلى الاستجابة لارادة المواطنين وتسهم في إعادة توزيع موارد المجتمع بشكل أكثر عدالة و الاعتراف بالكرامة المتأصلة وبالحقوق المتساوية والثابتة لجميع أفراد الأسرة البشرية .والمعلوم ان سياسات الحكام الخاطئة و النيران المشتعلة في العديد من الدول اوقدتها عنجهية الحكام نتيجة ضيق الافق وسوء الادارة والغرور بسبب عوائد النفط من الدولارات.

الذي لايمكن انكاره ايضاً أن أزمة السياسة عند العرب ليست مقتصرة على الأنظمة المستبدة فقط بل تشمل اكثر النخبة السياسة المنتفعة سواء تلك التي تحكم أو التي تعارض ايضاً، كما تشمل الشعوب التي عادت بنفسها وساعدت على القضاء على التجارب الثورية نتيجة الخوف من البطش وتعيش ازمة ظلم مزمنة وهنا يُبرز الدور المدمر الذي مارسه معظم قادة الدول العربية بفترة مختلفة بوضوح لا لبس فيه، فعندما ننظر للمستوى القيادي في عدد من الدول العربية الهامة وكيف وصل بها الفساد والإجرام والفشل لحدود جنونية و أودت بأرواح الآلاف من أبناء الأمة وأبقت الملايين منهم يعانون الفقر والعجز والتخلف عندها نعرف اين نعيش .. وينتظر الحكام المستبدين الإطراء من البيت الأبيض الأمريكي أو الإيليزيه أو داونن ستريت البريطاني و فشلوا في تحقيق نهضة حقيقية لشعوب الامة الفقيرة. وتجد وسائل الاعلام العربية الرسمية وهي تبرز تصريحاً لمسؤول دولي كبير حول دور حاكم عربي في مكافحة الإرهاب والهجرة بعناوين كبيرة وكأنها فتح كبيرفي سبيل طمس حقيقة كون ان معظم هؤلاء الحكام لهم الدور الاول في ايجاد هذه الافكار المنحرفة والثناء بمثابة الحصول على وسام دولي لتمويع الجرائم التي اقترفت ضد الدول الاخرى . وبهذا، يصبح بعض الحكام العرب بمثابة الشرطي ضد الإرهاب والدركي ضد الهجرة والمؤتمر بأوامر الغرب وحرمو شعوبهم من الحرية وتجريدهم من حقوقهم وجعلوا الكثرين منهم لا يشعرون بالانتماء لاوطانهم ولا امل لهم ولا لافراد عوائلهم بمستقبل امن ولا يوفر لهم معظم ضروريات الحياة والخدمات التي تليق بالبشر. “ومن هنا صارالعالم في حالا ت كثيرة يتعامل مع الشعوب العربية كما يتعامل مع مصادر الأوبئة وفي أحسن الأحوال يتعامل معهم كقُصّر أو ناقصي أهلية “. والامة في أنفسهم وفي داخلهم انفض شملهم وانتفض أكثرهم ضد بعضهم ويعيشون أوضاع ظالمة ولا مساواة فيها وتعمقت مشاعر عدم الثقة بينهم وبين النخب الحاكمة ونراها الآن تتسرب هذه النظرية بفعل فاعلين إلى بعض الشعوب ايضا .وتعيش مرحلة راهنة هي الاسواء والاردء، ولا نعرف لماذا لا يحق للشعوب أن تناقش السلوكيات الداخلية للحكام او لحكومات في دولة عربية أخرى بنفس الموضوعية والحرص والشعور القومي الذي يناقش في إطاره سلوكيات حكومة الدولة التي ينتمون لها. لماذا لا يحق لهم أن يفعلوا ذلك من دون أن يجري اتهامهم بالعمالة أو الخيانة أو التعالي على شعب اخر عربي. كيف يسكت الاعلامي الحرعلى شعب مغيب عن واقع السياسة وغير مشارك فيها وغير مسؤول عن تقصير وانحرافات حكومته. لم يعد ببعيدعلى المتتبع لما جرى ويجري في المنطقة العربية من تدمير ممنهج ومخطط من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وبعض الحكام الخليجيين الذين زجوا مليارات الدولارات في حلقوم هذه الادارة على حساب امتصاص دماء ابناء شعوبهم واخوانهم في الدين والتاريخ ، بل للمساهمة في نشر الفوضى والقتل والدمارفي المنطقة وليس لإعمارها ، بحجج وذرائع لم ولن تقنع ذا بصيرة . دون ان يعطوا قليلاً من الاهتمام لما يخطط لحروب بأموال هذه الدول وسينعكس عاجلا أم آجلا على تلك الامارات والمشيخات، والسؤال لماذا لم نسمع ولو موقفا بسيطا في رفع حصار غزة والأقصى من قبل الكيان الإسرائيلي؟ ونعتقد بأن هذه السياسات التدميرية لتلك الحكومات لن تحقق أكثر مما فعلته، وربما حروبا ستفتعل خلال الفترة القادمة من خلال انتشار الفكر الهدامة مثل داعش جديدة في الحجاز ونجد ام اي مكان اخر ، وستتغير خرائط، وسيدفع هؤلاء ثمن التهور والتغول في الدم السوري والعراقي واليمني والليبي ويمكن ان نلمس ذلك من خلال اكبر خيانة في حجم الكارثة وهي سياسة التطبيع والسكوت على اعلان الرئيس الأمريكي ترامب بدعم مطلق للكيان الإسرائيلي بكل أشكال الدعم، بحيث أصبح أمن الكيان هو أحد أبرز السياسات الخارجية لتلك الإدارة سواء كانت تحكم بالحزب الجمهوري أم الحزب الديموقراطي في اعلانه عن أن القدس عاصمة لإسرائيل، وقرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، وما يجره من ويلات على القضية الفلسطينية، إلا أنَّ الكارثة الكبرى تتمحور في الخونة العرب الذين باعوا القدس قبل ترامب ولاذو بالصمت تجاه هذه الجريمة المخجلة . ولم تزيد ردود الفعل الرسمية العربية لتخرج عن كونها مجرد كلمات في غياب أي إجراءات دبلوماسية واضحة و لم تقم أي حكومة عربية باستدعاء السفير الأمريكي أو القائم بالأعمال للاعتراض على هذا القرار، ولم يحاول أي من الزعماء العرب حتى تحذير ترامب من خطورة ما يتضمنه إعلانه على مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط. وما زاد الأمر سوءاً هو التقارير التي تتحدث عن دعم بعض الدول الخليجية لخطة أمريكية لتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما أصبح يعرف بصفقة القرن والتي فشلت في تحقيق الحد الأدنى من المتطلبات الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. على الحكام العرب أن يعيدوا ترتيب أولوياتهم، ولا سبيل للأموال بان تضمن نفوذا، ومن يضمن النفوذ هى القيمة والرؤية والعروبية والحفاظ على تماسك هذه الأمة، وعدم تسخر الثروات فى حروب زائفة نتيجة وهم إنك تستطيع بالمال وحدة أن تقود المنطقة . لأن الدمار قد يلحق بمنطقة شبه الجزيرة العربية نتيجة الأموال التى تنفق بلا رقابة شعبية، ووفق طموحات زائفة، كما الاعتقاد بأن القدرة المالية تستطيع أن تكسر الأنظمة والشعوب وتقود المنطقة غير حقيقية، لاسيما أن الفشل فى اليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا والمواجهة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تجدي نفعاً

إرسال تعليق