بقلم محمد كاظم خضير
كاتب ومحلل سياسي
من الواضح أن تعقيدات الأزمة العراقيه في صراع الحكومه مع الاحتياطي الأمريكي وحلفائه قد بلغ مرحلة من الانسداد.
على الحكومة اقناع الفيدرالي الأمريكي أن خيار صعود الدولار خيار أحمق لا يجلب إلا الويلات والانهيارات والدمار المادي والبشري والنفسي والأخلاقي المتواصل لأطرافه في حالة خروج من هذه الأزمة منتصرين كانوا أو مهزومين، وهو أكثر من ذلك إنهاك وسحق لعامة أبناء الشعب، لكن هذا لا يعني قبول أن الطرفين قد حسما خياراتهما باتجاه رجوع سعر صرف من خلال الجلوس على طاولة حوار مسؤول بعيداً عن الابتزاز والاستقواء وألعاب الخدع البصرية.
لا تمتلك "حكومةالسوداني " مشروعاً سياسياً ولا اقتصادياً ولا اجتماعياً، ، بعد أن استقالة الكتله الصدرية ، تهيأت للاطار التنسيقي فرص البرهان على قدرتها في التفوق على الخصم من خلال مشروع تنموي كان يمكن أن يحقق نهوضاً ولو متواضعاً في المحافظات لكن ( السوداني ) انشغل في تغير أفراده وقادته بترتيب أوضاعه ، وأدخلت نفسه والشعب معه في حارة (كل من إيدُه إلُه) بتعبير الفنان السوري الكبير دريد لحام.
التهديدات الأمريكية لا تدل على تفوق سياسي ولا أخلاقي ولا حتى عسكري، لكنها تبعث رسائل ابتزازية لحكومة السوداني المرتعشة التي تعجز كل جيوشهاالجرارة التي تعد بمئات الآلاف عن التصدي لسوق السوداء والاحتياطي الأمريكي ، وفحوى الرسالة أن الأمريكي يطالبون بتنازلت المجزية لهم مقابل إيقاف الارتفاع ، وتلك الوقاحة تجاوزت حدود المعهود، لكن الميراث الفولكلوري العربي يذكرنا دائما بالمقولة "ما الذي فرعنك يا فرعون؟" . . . ولو وجد الامريكان من يتصدى لهم لهرعوا ركضا إلى الحكومة لعودة لحكومه في حال التحالف مع الصين وروسيا . .
رغم كل هذه الضروف يعتقد القادة الحكومة العراقية أنهم أرجح عقولاً وأكثر ذكاء من قادة البنك الفيدرالي، والحقيقة أنهم قد يبدون كذلك لكنهم أيضا موهوبون بالصفاقة والتبجح وغياب الشعور بالمسؤولية ولذلك يستخدمون عقولهم في تبرير زيادة الدولار التي يرتكبونها ويسوقونها للناس ان أمريكا على إنها حماية للسيادة الوطنية وخدمة الشعب العراقي ، بينما السيادة والشعب هما ضحية تلك الحماقات.
وعوداً على بدء ماذا عن السلطة "العراقيه "؟
ماذا فعلت وما الذي يمكن أن تفعل من أجل هزيمة المشروع الأمريكي ؟
فشل "السلطه العراقيه " في مواجهة المشروع الفيدرالي لم يعد لغزاً يحتاج إلى البحث عن براهين إضافية، غير إن المؤشرات تقول إن "الحكومة الجديدة" تسير على نفس الطريق وبنفس الآلية البائسة لأسلافها في التعاطي مع التحديات والآمال التي علقها الناس عليها يوم إعلان استلام محمد السوداني ، فهي لم تفشل فقط في السيطرة المعركة تهريب الدولار " ولا حتى في الدفاع على ابقاء للدولار 147الحيوية بل وفشلت في معالجة الاحتياجات اليومية لأبناء العراق.
إرسال تعليق
إرسال تعليق