الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي
تقع منطقة الرئاسة في شمال شرق العاصمة, قرب منطقة الكمالية ومقابل حي العبيدي, ضمن الاحياء السكنية الشعبية التي تقع ما بعد قناة الجيش, وهي تعاني من كثرة الكلاب السائبة, والتي تتحرك على شكل مجموعات, وتسبب رعب للأطفال والنساء وكبار السن, وقد تعرض الكثيرون من سكنة المنطقة لهجمات قطعان الكلاب, والتي اصبحت اكثر شراسة من قبل, لأنها لا تجد ردع حقيقي لها, والناس الفقراء لا هم لهم الا ان يعيشوا بسلام فلا يتدخلون في امور الحي السكني, ولا نجد للأشخاص المتنفذين والمتمكنين اي دور في تخليص الحي من ازمة الكلاب السائبة.
وتشكل الكلاب السائبة خطراً كبيرا على حياة المواطنين، لأن بعضها مصاب بداء "الرايبز"، وهو داء الكلب الذي يعد مرضاً خطيراً ينتقل الى الانسان عن طريق الجهاز العصبي، ويؤدي إلى الموت السريع، مما يجعل الأولوية معالجة هذه الظاهرة من قبل الجهات المعنية.
· قصة عبدالله الطفل اليتيم
كان البيت خال من الخبز والام مريضة والاب متوفي, والطفل الاكبر سنا هو عبدالله ويبلغ عشر سنوات فقط, كانت اخواته يصرخن من الجوع, لذلك كان عليه ان يخرج لجلب الخبز كي يفطرون, لم يكن من حل اخر امام الام, لكنها اوصته بان ينتبه من الكلاب السائبة, ومن الاشخاص المنحرفين المتعاطين للمخدرات, وان يسرع بالعودة.
اسرع نحو المخبز لجلب الخبز. واذا به يدخل شارع فيه عشرة من الكلاب, لم يكن هنالك اي شخص ليعينه, ما ان شاهد الكلاب حاول التراجع, لكن ايضا جاءت من الخلف مجموعة من الكلاب السائبة, ركض وركض لكن وقع على الارض, تجمعت الكلاب وبدات بنهش لحمه, كان يصرخ والناس تغط بالنوم, بل بعضهم لم يحاول التدخل, فهو ايضا يخاف من الكلاب.
حتى فقد احد عينيه بسبب عضة كلب مجنون, جاء بعد 15 دقيقة من حفلة العض عمال بناء يركضون, سمعوا صراخ الطفل من مسافة بعيدة, وبالحجارة والصياح طردوا تلك الكلاب, لكن بعد فوات الاوان, والضحية الطفل اليتيم عبدالله.
· حملات ابادة الكلاب السائبة؟
بالنظر للزيادة الواضحة في تسجيل الإصابات بداء الكلب, والمتعرضين لعضات الكلاب السائبة في حي الرئاسة وباقي المناطق الشعبية, بل وحتى في محافظات الوطن, فالقضية عامة وخطيرة، ولا يمكن اخفاء ارتفاع اعداد الكلاب السائبة في هذه الأيام وبشكل مقلق في المناطق السكنية, وحول وداخل المؤسسات الصحية والجامعات والمدارس والوزارات والدوائر ودور العبادة، وحتى مشاهد الفيديو تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي وهي تصور تعرض الاطفال صباحا لهجمات الكلاب السائبة وهي في طريقهم للمدارس.
وللحد من انتشار المرض وحرصا على سلامة المواطنين، يتوجب القيام بحملات إبادة للكلاب السائبة، وفق القانون الذي ينص على ذلك, فحياة المواطن وسلامته من صميم مسؤوليات الحكومة.
· الوضع بات لا يطاق
الوضع بات لا يطاق، حيث الكلاب السائبة تحتل الشوارع الفرعية والرئيسية في الحي، وكل سكنة حي الرئاسة يخشون من الخروج صباحا او ليلا، نظرا لكثافة وجود تلك الكلاب ووقت نشاطها المخيف، وهذا مؤشر على أن المشكلة باتت بحاجة لتدخل حكومي سريع وعاجل، وإلا فإن المأساة ستكبر.
فلا تكاد تمر بضعة أيام إلا وتقع حوادث عض, وهجوم يتعرض لها المارة من نساء او اطفال او حتى شباب, من قبل هذه الكلاب السائبة، فمن الطبيعي ان ترى أكثر من 10 كلاب متجمعة في شارع فرعي واحد.
من يهتم بالأطفال عليه ان يسعى لإنقاذهم, فهم الفئة الاكثر تعرضا لخطر الكلاب السائبة, والان عليهم التعجل في خطوات ابادة الكلاب السائبة, قبل انطلاق الموسم الدراسي.
· الاحصائيات الحكومية خطيرة
ووفق أرقام تقديرية من جهات حكومية فإن عدد الكلاب السائبة في العراق يزيد على نصف مليون كلب، منها أكثر من 100 ألف في العاصمة بغداد، وهو يعد رقما كبيرا جدا، وفق المتابعين الذين يحذرون من استفحال التبعات البيئية والصحية لهذه المشكلة الآخذة بالتفاقم.
وينص قانون مكافحة الكلاب السائبة رقم (48) لسنة 1986 في المادة 4 على مكافحة الكلاب السائبة في الطرقات العامة وخارج المنازل وفي المدن والقصبات والمناطق الريفية، بالقتل أو القنص أو أية طريقة أخرى، ولوزير الزراعة حق إصدار تعليمات بناء على اقتراح الدائرة المختصة لتنظيم ذلك.
اذن الحل الجذري في قبضة الحكومة, فهي تستطيع تخليص المجتمع من هذا الخطر المميت.
· مناشدة
نطالب الجهات المختصة تخليص حي الرئاسة, وباقي المناطق التي تنتشر فيها الكلاب السائبة من هذا الخطر المميت, وهو واجب اخلاقي, ومن ضمن مسؤوليات الدولة, بالحفاظ على سلامة الموطنين من اي خطر يهدد حياتهم, لذلك نرجو بحملة كبرى ضد الكلاب السائبة قبل انطلاق الموسم الدراسي.
إرسال تعليق
إرسال تعليق