بقلم: كاظم فنجان الحمامي
بات واضحاً أن التغيرات المتسارعة في منظومات الدفع البحري تنتقل الآن من استخدام زيت الوقود الثقيل، والغاز الطبيعي المسال الحاليين، إلى بدائل خالية من انبعاثات غازات الدفيئة، وستكون انتقالتها متوافقة مع توصيات المنظمة البحرية الدولية. فعلى المدى القصير سيكون بإمكان السفن الصغيرة الاعتماد على الهيدروجين الأخضر، حيث يكون حجم التزود به أقل بكثير من الوقود التقليدي، مع إمكانية تطبيق تكنولوجيا الهيدروجين مع الخزانات المضغوطة على الفور. .
أما السفن الأكبر حجماً، فيتعين عليها البدء بتثبيت أنظمة خلايا الوقود (fuel cells)، التي قد تكون بمثابة مصدر طاقة لا يصدر أي انبعاثات، وسوف يكون من السهل التعامل معها واستخدامها وصيانتها. آخذين بعين الاعتبار إن توافر وقود الهيدروجين والمحركات البحرية ذات العلاقة بهذا الوقود لم يتم تطويرهما بعد على النطاق المطلوب، وأن مالكي السفن ليسوا مستعدين للاستثمار في ذلك. بالإضافة إلى أنهم ليسوا على استعداد لامتلاك نوعين مختلفين من الوقود على متن السفينة. بينما تبدي مراكز البحث البحري تفاؤلها بإنتاج منظومات واعدة في هذا القطاع في غضون السنوات القادمة، وذلك تزامناً مع نمو إنتاج الهيدروجين المتجدد، وتزامناً مع النهضة الشاملة لسلاسل التوريد من والى الموانئ الذكية. .
من المؤمل ان تكون خلايا الوقود إحدى البدائل المقبولة الخالية من الانبعاثات لسفن الطاقة البحرية. علاوة على ذلك فإنها ستقلل أيضاً من مستويات الضوضاء والاهتزاز في السفن بشكل ملحوظ. وبهذا الصدد وقعت ABB و Ballard Power Systems مذكرة تفاهم في يونيو 2018 بشأن تطوير الجيل التالي من نظام خلايا الوقود، ومواصلة البحث عن الحلول الرائدة لتشغيل السفن الكبيرة. .
الاعتقاد السائد في عموم المراكز البحرية أن الجيل القادم من السفن سيكون رقمياً ومدمجاً مع أنظمة الأتمتة الذكية، ولن تحتاج منظومات السفن إلى الصيانة على متنها. سيما أن خلايا الوقود تدعم هذه التوقعات، ولا يمكن مقارنتها بمحركات الاحتراق الداخلي. .
وعلى السياق نفسه اجرت شركة Yanmar اليابانية تجاربها على الزوارق باعتماد نظام جديد للتزود بوقود الهيدروجين يتيح إبحاراً أطول بثلاث مرات. وذلك باستخدام قارب اختبار تجريبي مجهز بنظام خلايا وقود الهيدروجين. .
ختاما: اتفقت المراكز البحرية على أن الهيدروجين الأخضر هو الحل الأمثل. ويتسابق مقدمو التكنولوجيا في شتى أصقاع العالم لبناء سفن صديقة للبيئة، ولا تعتمد الهيدروكربون الملوث، والاعتماد على وقود الهيدروجين. .
إرسال تعليق
إرسال تعليق