حرب روسيا الاخيرة في اوكرانيا لاتدق ناقوس الخطر في العالم فقط ولكن هي بداية حقبة السيطرة للدول القوية على الدول الضعيفة وابتلاع امم كاملة ومصادرة حرية الشعوب امام صمت العالم الغربي الذي يدعي الديمقراطية والحرية للحفاظ على السلم العالمي المزعوم وايضاً لتجنب الاسوء في حين الحروب هي الاسوء بالتأكيد ولكن لم تبتلع الجميع بعد
العراق الدولة الاضعف في الشرق الاوسط والاكثر تفككاً ولكن الاكثر عددا حيث يصل عدد سكان الدولة الى اكثر من 40 مليون نسمة والمرهون بعملية سياسية عقيمة وسياسيين فاشلين وجودهم في السلطة اشبه بتعيينهم من قبل دول اقليمية محيطة بالعراق يزيد الطين بلة, ويعملون على زيادة اضعاف العراق كدولة وزيادة الخطر على الدول المجاور وتهديد حقيقي لامن الشرق الاوسط اجمع, فكلنا نذكر ازمة التنظيمات الارهابية داعش التي هددت السلم العالمي, وحقيقة وجود خطر بناء نظام اشبه بنظام كوريا الشمالية في قلب الشرق الاوسط في اي وقت, وايضاً الاضطرابات الشديدة بين حكومة المركز في بغداد واقليم كردستان التي كانت تنذر بحرب داخلية اثناء حرب داعش ومازالت المخاطر متجددة الى اليوم , وقبلها كانت الازمة والمشاكل المحورية مع الجارة الكويت في وقت سابق والتي كانت ستؤدي الى ازمة كبرى تقوم السلم العربي والشرق الاوسط مرة اخرى واشبه ب تهديدات حرب الخليج الاولى وقد تعاد مرة ثانية في اي وقت قادم بسهولة
الدول والانظمة يهدد وجودها في المنطقة السيناريوهات القادمة في العراق, والذي قد يعتبر على قدر ضعف العراق الحالي الصمام الأخير للنجاة في الشرق الاوسط ولكن حين يسمح للعراق بأنشاء دولة مرة اخرى وليس مجرد احزاب تسيطر على البلد بالانابة عن الدول الكبرى والاقليمية . حقيقة العراق اصبح الان يتحمل خطر التهديد الاكبر في المنطقة ومصير اكثر من 40 مليون نسمة من البشر مرتبط بارادات خارجية من الممكن ان تغير وجه اللعبة في اسرع وقت وباستخدام نفس الالة البشرية انفة الذكر, ويتحول العراق الى مجرد تابع بسرعة لايران او تركيا او حتى دولة اخرى, او قد يصبح مصدر خطر حقيقي حين تستخدمه احد القوى الاقليمية بل وحتى روسيا او الصين في سبيل زعزعة السلم العالمي وسيدفع الشرق الاوسط الثمن الباهظ اولاً, بالضبط مثل اوكرانيا ! لو كان هنالك انقلاب سريع داخلي او حتى تدخل عسكري خارجي تحت اي ذريعة او حجة فلن تنفع العملية الديمقراطية المزيفة التي تديرها الولايات المتحدة الان ولن ينفع وجود البرلمان في اي صورة كانت ولا الحكومة التي لم تتشكل حتى بعد اكثر من 5 اشهر وستكون توافقية بشكل ضعيف يدعم اي سيناريوا خطر آخر, والحقيقة انها مصممة لتدعم النظرة الامريكية في المنطقة التي لاتريد الولايات المتحدة الاعتراف بانها فاشلة ! وستتغير بالتأكيد الحالة في العراق في المرة القادمة بكل تأكيد لتعود الى الحالة الاخرى المختلفة تماماُ عن الارادة الدولية التي تحكم القرار العراقي بعيداً عن المهزلة الداخلية التي نعيشها الان حقيقة
حرب اوكرانيا واضحة جداً وتتوعد بمستقبل خطير جداً واحتلال مقبل للعراق بدون محالة بل ان العراق وضعه اشد خطورة من السودان الذي عاد الجيش ليسيطر عليه مرة اخرى او من سوريا التي عاد نظام حزب البعث القديم للسيطرة مرة اخرى. والعراق اصبح وضعه يختلف بسبب ارادة الولايات المتحدة على فرض سياسة غريبة على العراق جعلت هذا البلد لاول مرة في التاريخ الاضعف في المنطقة وجعلت دويلات صغيرة ما انفكت ان تكون عبارة عن عشائر بدوية مفككة صغيرة سابقاً ان تصبح تحت مظلة الامم المتحدة بمسيات دول واقتصادات ستذوب بسرعة تحت التغييرات السريعة القادمة في المنطقة, وسوف يتم ابتلاعها في اقرب وقت ممكن من قبل التكتلات البشرية الاكبر او تنحدر في صراعات داخلية صعبة, في حين ينذر العراق بنفس الوقت بنهاية مأساوية لدولة اساسية في استقرار الشرق الاوسط بجانب دول اساسية مثل المملكة العربية السعودية واسرائيل ومصر وسلطنة عمان عربياً واقليمياً مع ايران وتركيا
بالتأكيد نظام العراق قبل 2003 خضع بشكل كبير الى سلطة عائلة صدام حسين وادى بالتالي ذلك النظام الى احتلال العراق, والاخطر ادى الى تفكك دولة اساسية في الشرق الاوسط, وكان التدخل المباشر من الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي بالقوة امر مؤسف مازالت تعاب عليه مثلما تعاب عليه روسيا اليوم بغزو اوكرانيا ! ولكن الوضع الحالي سيجعل نهاية العراق كدولة ومصير اكثر من 40 مليون نسمة في مهب الريح وفي اي سيناريوا سيحدث فان امن الدول الاقليمية الكبيرة المحيطة بالعراق التي ذكرت انفاً سيكون في خبر كان, وسيجعل احتمالية التصادم بينها حتمياً, ولن تستطيع الولايات المتحدة الامريكية ضمان امن اسرائيل والسعودية على الاطلاق, مثلما ستكون خسائرها الاقتصادية وتأمين تدفق النفط الخام اكبر بكثير وسيدفع السيناريوا الجديد المحتمل لاعادة توزيع الشرق الاوسط وقد ينذر بحرب اكبر بين الاطراف المتقاتلة حالياً او بين الدول الكبرى في وقت لاحق, وستكون مصر تجدف امام المطامع الافريقية الصامتة الى الان وتخنق بشكل فظيع الدولة العربية الاكثر عراقة وقوة في المنطقة العربية والشرق ومنها سوريا والسعودية
احتلال روسيا لاوكرانيا قد يعد الانذار الاخير المسبق الذي يجب ان يتحمل اوزراه وتبعاته الجميع وان نتوقف امام المسرحية التي تحدث في العراق ايضاً وقفة جدية وسريعة او سنقف بصورة لن تقبل الشك امام كوارث قادمة ستتحقق بشكل مؤكد مثلما تحققت كل التنبؤات السابقة لي ولغيري من المحللين والمتوقعين لمشاكل اكبر في هذه المنطقة الساخنة من العالم وسيكون الخاسر الوحيد هو العالم الذي نمثله نحن بالتأكيد
اعتمادي على الكثير من الدراسات العالمية والأقليمية لعدد من كبار المحللين السياسيين والاقتصاديين في العالم تتيح لي نظرة واسعة جداً للسنوات المقبلة وان أكثر توقعاتي سوءاً وتنبؤاتي المبنية على تقديرات وسيناريوهات اراها واضحة جداً الان تكاد تعد العراق ساحة الحرب القادمة في المنطقة ان لم يكن هنالك حل ينهي المسرحية القائمة ويعد ببناء نظام دولة قوي وموحد واكثر توازنا واستقراراً من سابقاته. لايجب ان نسمح للمسرحية الحالية ان تستمر والتي لايديرها احد سوى مبدأ الفوضى والمصالح الصغيرة والمتضاربة للاحزاب السياسية في العراق الشخصيات السياسية الضعيفة والمتناحرة في حين تعتقد الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها انها اساسية في ضبط مستوى التوازن السياسي والامني في المنطقة وهو مجرد كذبة ووهم سيدفع العراقيون والشرق الاوسط ثمنه قريباً وستتحمل الدول الكبرى الفاتورة الاكثر تكلفة
حقيقة كثرة التقارير الاقتصادية والسياسية والتاريخية الخاصة بالمنطقة التي مازلت اتابعها واقرأها منذ 2011 عن العراق وتاريخه وتوزيع الكتل البشرية ماقبل ومابعد 2003 واحاطتي بهذه الوقائع المختلفة في عدد من الكتب التي وضعت لمساتي النهائية لها في سبيل طرحها في الوقت المناسب, وللمعلومات الكثيرة والخطيرة التي لا استطيع التصريح عنها في الوقت الحالي, مثلما اشتملت تلك المعلومات والتحليلات كتابة عدد من الابحاث الاكاديمية عن الوضع الاقتصادي في العراق للشركات وايضاً الوضع الاقتصادي العام في البلاد والشرق الاوسط, خلال دراساتي العليا في ماليزيا, وقد تكون المعلومات التي استنتجتها ووصلت اليها من الممكن ان يجعل هذه الدولة قنبلة موقوتة ستذيب الشرق الاوسط وتهدد الجميع وامن الدول انفة الذكروالتي لن تجد مفراً من دخول حروب فتاكة مع بعضها وقد تذوب هي ايضاً ونعود لحقبة الستينيات والسبعينيات ومرحلة الصراعات القومية الشديدة والتي افرزت عالمنا اليوم الذي عاد للتصدع كالسابق وينذر بالخطر القادم ! في حين اجد الكثيرين ممن ينتمون الى المعسكرات المتناقضة في العراق متفقين على ان الوضع القائم خطر جداً وقواعد اللعبة لن تعود على الاطلاق كما كانت بعد ان انطلقت شرارة الحرب الروسية الاوكرانية الاخيرة واثبتت ان الوضع الحالي في المناطق المضطربة في العالم ومنها اوكرانيا والشرق الاوسط لا يجب ان يستمر كما هو عليه الان فنحن نسبح مع اسماك قرش كبيرة جداً
إرسال تعليق
إرسال تعليق