شهادتي للتاريخ ..

بقلم أياد السماوي

ساعتان أو ثلاث تفصلنا عن موعد جلسة مجلس النواب المخصصة لمنح الثقة لحكومة السيد محمد توفيق علاوي .. مواقف الأحزاب والكتل السياسية عامة وموقف الأكراد والسنّة خاصة من هذه الحكومة باتت واضحة تماما .. الحزبين الكرديين الكبيرين البارتي واليكتي لن يصوتوا لحكومة السيد علاوي , فقط مجموعة الخمسة عشر من النواب الأكراد في مجلس النواب هم من سيصوّت لصالح الحكومة .. أمّا الأحزاب السنيّة فقد انشطرت إلى قسمين , قسم يقوده رئيس اتحاد القوى العراقية محمد الحلبوسي الذي يطالب بثلاث وزارات , رافض لحكومة السيد علاوي ومناهض لها , والقسم الآخر وهو يشّكل أغلبية النواب السنّة , يقوده السيد أسامة النجيفي داعم ومساند لحكومة السيد علاوي بشكل كامل ومن دون أي شروط أو ابتزاز .. ولعلّ موقف السيد أسامة النجيفي من حكومة السيد محمد توفيق علاوي هو الأصدق من بين كلّ المواقف التي أعلنها كلّ القادة السياسيين سواء كانوا شيعة أو سنّة أو كردا , فيما يتعلّق بتنفيذ المطالب التي طالب بها الشعب المنتفض والمرجعية الدينية العليا ..

ويؤسفني أن أعلن للرأي العام العراقي أن جميع الكتل السياسية الشيعية غير صادقة فيما تعلن من مواقف وغير واعية للمخاطر التي تترّبص ببلدنا وشعبنا , بل يؤسفني أن أقول أنّ جميع هذه الكتل متمّسكة هي الأخرى بالمحاصصات والمغانم , وما تعلنه للرأي العام العراقي من مواقف مؤيدة لمطالب الشعب المتمّثلة بحكومة مؤقتة مستقلّة تقوم بمهمة الإعداد للانتخابات المبكرّة , غير ما تخفيه في السر من تمّسك بالمحاصصات وتوزيع المغانم , فالقوم في السر غير القوم في العلن .. كلّ المؤشرات المتوّفرة حتى اللحظة تؤشر أن احتمال عدم تمرير حكومة المكلّف محمد توفيق علاوي قائمة .. وأقولها بكل صراحة ووضوح أنّ عدم تمرير حكومة السيد علاوي سيقود البلد إلى منزلق خطير جدا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .. وسيسّجل انتصارا ساحقا لقوى الفساد والمحاصصات التي أرادت فرض شروطها على المكلّف محمد توفيق علاوي .. فهنيئا لإحزاب شيعة السلطة إن تمّكنت هذه القوى الفاسدة من عدم تمرير الحكومة بعد ساعات قليلة .. هذه شهادتي للتاريخ أبرأ بها ذمتي أمام الله ... 

أياد السماوي