0

تحرير/ محمد حسن
استضافت أمانة بغداد يوم أمس الأربعاء الموافق 18/12/2019 الباحثة والكاتبة زينب فخري للحديث عن "التحديات التي تواجه اللغة العربية وسبل النهوض بها" لمناسبة اليوم العالمي ليوم الضاد.
واستهلت الجلسة بمقدمة ألقاها الإعلامي عادل العرداوي ثمَّ كلمة معاون المدير العام للشؤون الفنية في مديرية العلاقات والإعلام في أمانة بغداد عبد المنعم ناصر تناول فيها أهمية اللغة العربية والاحتفاء بها في هذه اليوم بعد إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار اللغة العربية لغة رسمية. 
 بعدها تناولت الباحثة من مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة زينب فخري التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه اللغة وأشارت إلى الاغتراب الثقافي والتشظي الفكري بين اللغة وأبنائها، وتلك المتمثلة بالتطور العلمي الهائل والتكنولوجي السريع للغاية. وعن سبل النهوض باللغة تناولت هذه السبل بتقسيمها على مستويات منها المستوى الفردي، كالتقليل قدر المستطاع من اللهجة العامية وخاصة في كتاباتنا ومقابلاتنا، ومحاولة التخلص من الألفاظ الدخيلة على اللغة العربية ومحاولة البحث عمَّا يقابلها فاللغة العربية غنية بكلماتها ومعانيها، وقراءة المعاجم في اللغة ومراجعتها؛ فهذا يساعد على امتلاك رصيد لغوي وملكة لغوية قوية ترده عن الوقوع في الأخطاء اللغوية. وعلى المستوى العائلي، منها: تحفيز الأطفال على مشاهدة أفلام الكارتون وبرامج أخرى باللغة الفصحى وتشجيعهم على متابعتها ومشاهدة أفلام ومسلسلات تستعمل لغة الفصحى، وتشجيع الأبناء على قراءة كتب الأدب واللغة التي تثري الخزين اللغوي للفرد، وزرع حبّ اللغة العربية في قلوب أبنائها وحبّ المعرفة، وتنمية الوعي بأهميتها للأبناء بأنَّها جزء من الثقافة والهوية. وعلى المستوى المؤسساتي: تتبنى الدولة سياسة حماية اللغة العربية؛ فاللغة هي جزء من أي منظومة إصلاحية وجزء من كلِّ مشروع فكري وحضاري وضرورة أن تتبنى مشروعاً خاصاً بهذا الشأن، بل لتجعل ذلك شرطاً ضمن شروط التعيين هو: التمكن باللغة العربية، ودعوة علماء اللغة والمهتمين بالشأن اللغوي إلى تيسير قواعد النحو وتنمية السليقة اللغوية، وعدم ترقية الموظفين إلا بالخضوع لدورة أو امتحان في اللغة العربية، والتشديد على الاهتمام باللغة العربية عند العاملين في الشأن الإعلامي في كلّ مؤسسات الدولة. كما ينبغي على السياسيين الاهتمام باللغة العربية. وفيما يتعلق بالتربية والتعليم: ينبغي امتحان تأهيل مدرسي ومعلمي اللغة العربية بدورات وامتحانات بشكل دوري وكذلك مدرسي المواد الأخرى وإلزامهم بشرح الدروس باللغة الفصحى، واستعمال طرق مبتكرة ومشوقة ومحفزة لتعليم اللغة العربية للتلاميذ والطلاب كحملات لقراءة القصص باللغة الفصحى لتنمية قدرات الأطفال اللغوية، وتفعيل دور الهيئات اللغوية سواء أكانت مجامع أو مراكز أو جماعات وتغذيتها بالكودار اللغوية، والتنسيق بينها وإقامة المشروعات اللغوية النافعة، والإشراف على اللوحات الإعلانية وتدقيقها وكذلك الإشراف على محلات الخطاطين والرسامين والمصممين. وعلى المستوى الإعلامي التقليدي أو الالكتروني، فمن الضروري عقد دورات تدريبية مستمرة للعاملين في الإعـلام؛ بغية تحسين أدائهم اللغوي، واخضاع المواقع الالكترونية التي تنشر كلّ ما يصل إليها  لمراقبة والزامها بنشر مواد مصححة لغوية وسليمة من الأخطاء، وبث برامج تليفزيونية تعنى باللغة العربية من حيث سماتِها وخصائصها وجمالها، وتنظيم مسابقات دورية اللغة العربية الفصيحة، وتعديل مناهج كلِّيَّات الإعلام، والتركيز على اعتبار اللغة العربية أحد معايير التميز والنجاح للإعلامي.
وفي ختام الجلسة الثقافية قدم مدير عام دائرة العلاقات والإعلام في أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة شهادة تقديرية للباحثة.

إرسال تعليق