0
  عباس سليم الخفاجي

مثال للإنسان العراقي الشريف الذي يُناضل من اجل أن يعيش بجهده وعرق جبينه رغم سنين عمره التي تجاوزت الثمانون عام وأكثر، أرهـقه التعب وأصبحت رجليه لا تُعينه بحمل جسده المثقل بالهموم وأوجاع السنين، فأخذ من جسر الشهداء بوسط بغداد محطة استراحة له.
 ينتظر ذات يوم أن يلتــفت له مسؤول لينتشـلهُ من الظـــلام الذي يعيشه بتوفير مصدر للرزق وسـقف يحميه من حر الصيف وبرد الشتاء... كُنيتهُ أبو صباح رغم انه لم يتزوج (نوري علي محمود رسول الخاذيوني) من مواليد السليمانية 1938 عراقي الجنسية كردي القومية، يســكن بغداد شارع الرشيد منطــقة الحيدرخانه مقابل الزهاوي، يمتهن بيــــع السبح والمحابس واقرب نقطة دالة لمكان عمله، جسر الشهداء قرب دائرة التقاعد العامة.
يقول بنبرة شَجن .."منذ أربعين عام وأنا لا أرى النور إضافة لسمعي الثقيل ولم امتلك أي مصدر للعيش سوى هذه المهنة التي توفر لي طبق الحساء (الشوربة) صباح ومساء، ومنذ حُقبة من الزمن فقدت مستمسكاتي ومنها هويتي الشخصية (الجنسية)، وعمري ووضعي لا يمكنني من إصدار بدل ضائع عنها، علماً أني مُسجل في محافظة السليمانية وبالتأكيد مستمسكاتي موجودة في دائرة النفوس، حيث خدَمت الوطن وكُنت جُندياً في زمن الباشا نوري السعيد، وتدربت في معسكر الغزلاني في زمن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، وأنا عراقي ومتمسك بوطني الحبيب رغم بؤس الحال الذي أعيشه".
حينما وددت أن أمُازحه وسألته عن وضعه الاجتماعي قال والابتسامة تملئ وجهه السمح.. "لم يحالفني الحظ بالزواج، وقد فاتني قطار العمر ولم أجد الإنسانة المناسبة التي تقبل الزواج مني، فمن هي سعيدة الحظ التي توافق بالزواج من رجل لا يمتلك سوى قوت يومه، وفي كثير من الأيام لم أجد ما يسد رمقي؟".
ومن هنا .. وبأسم شبكة بغداد الإعلامية، نوجه دعوتنا للشرفاء أولاً ولمن يبحث عن رِضا الله عز وجل، أن يلتفتوا لهذه الشخصية ولهذه الشريحة المُهمشة من الشعب واعني المتعففين، وأثني دعوتي لرأس الهرم من كبار مسؤولي الحكومة العراقية واخص بالذكر فخامة رئيس الجمهورية ومن يُمثله، ولمن يبحثون ويتقاتلون عن هذا الكرسي وهنا اعني منصب الرئيس، والذي ينتمي هذا المواطن البسيط لقوميتكم وله الشرف أن لا ينتمي لأحزابكم، أن تمدوا يد العون وتتوجهوا له، عسى أن يغفر الله لكم الذنوب، فهذا الإنسان البسيط يمثل عشرات الآلاف من شعب العراق المغلوب على أمرهُ.
فكم من مثل هذا الشخص النزيه موجود في شوارعنا الرئيسة ؟ وكم هُم متواجدون في أزقة وأحياء العاصمة بغداد وبقية المحافظات العراقية ؟، وقد يكون العم أبو صباح حالفه الحظ بالالتفاته عليه وعرض مشكلتهُ، أما ألاف المتعففين فلهم رب رحيم سيكون خصم لكم ولجميع الأحزاب يوم القيامة. 
مع الشكر والتقــدير لمنتسبي حماية المنــشئات في الباب الرئيسي لدائــرة التقــاعد العامة لمساعدتهم في إعداد هذا اللقاء.
عباس سليم الخفاجي - رئيس تحرير شبكة بغداد الإعلامية 

إرسال تعليق