0










منذ يوم أمس والمجاميع الواتسابية التي يتواجد فيها الدعاة تمتلىء بالتعليقات والإشارات والمواضيع التي يجمعها جميعا شىء واحد هو الحزن على ضياع منصب رئيس الوزراء بعد أن احتكره دعاة ثلاث تعاقبوا عليه منذ ٢٠٠٥ الى ليلة امس.
وهنا لابد من طرح أسئلة للاخوة جميعا :
١. الم يخطر ببال احد ان هذا المنصب سيذهب يوما الى جهة سياسية منافسة أخرى.. السنا جميعا نردد انها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.. فكيف نتوهم انها ستدوم للدعوة او الدعاة.
٢. هل وجود الدعوة في الساحة العراقية واستمرارها رهين بتوليها رئاسة الوزراء فإذا ما خسرت هذا المنصب فقدت القدرة على الاستمرار وطواها النسيان كما طوى احزابا وزعامات سابقة.
٣. هل فعلا كانت رئاسة الوزراء مشروعا دعويا تنفذ الدعوة من خلاله برنامجها في المجتمع والدولة وفق نظريتها الاسلامية، ام انها كانت مجرد سلطة بما توفره من ابهة وأموال وغيرها من الأمور، وأن هذه جميعا لا تشمل كل جسم الدعوة بل يختص بها رئيس الوزراء ومن هم حوله ولا شأن لبقية الدعاة ولا سهم في كل هذا.
٤. خسارة رئاسة الوزراء بكل تأكيد هزيمة سياسية منيت بها الدعوة وهي نتيجة طبيعية ومتوقعة بعد الانقسام الذي شهده الحزب من قيادته إلى شوراه الى لجان مناطقه.. الم تدخل الدعوة كحزبين متنافسين  متصارعين وكأنهما كبشين يتناطحان دونما أدنى شعور بأن قطيع الذئاب يحيط بهما.. لماذا البعض منا يتوقع نتيجة تخالف المقدمات، الم نقرأ قوله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
٥. الا ترون أن خسارة السلطة ممثلة بمنصب رئيس الوزراء يمكن أن يوفر فرصة للمراجعة ما كان يمكن أن تجري في ظل التنازع على هذا المنصب، فرصة نتاكد فيها هل ان الحزب ما يزال حيا ام انه فقد القدرة على الحياة وان رئاسة الوزراء هي اشبه بجهاز يربط على جسم مريض ما ان ينزع منه حتى يفارق الحياة..     
٦. وحتى لو تيقنا ان الدعوة كتنظيم قد فارق الحياة بعد نزعت عنه رئاسة الوزراء أليس ذلك يشكل فرصة امام عدد كبير من الدعاة الى  التحلل من التزامات التنظيم وتبعات القسم والانطلاق في المجتمع لتشكيل جمعيات أو مؤسسات اجتماعية وثقافية وسياسية، بمعنى إعطاء فرصة للاجزاء الحية من جسم الدعوة ان تنمو وتتبرعم في بيئة افضل من بيئة الدعوة الموبوءة بكل ما يشل القدرات ويعطلها.    
٧. ان أولى مقدمات معالجة المريض هو إدراك المريض انه يعاني من مرض ليكون مستعدا لتلقي العلاج والنصائح الطبية والأمر نفسه مع الدعاة مالم يدركوا أن الدعوة مريضة فلا امل في شفائها وما اسمعه احيانا من قلة من الدعاة من ان الدعوة بخير وأنها حققت الإنجازات التي يعجز عن اتيانها احد من العالمين مؤشر ان هذا النمط من الدعاة لا يعون انهم مرضى وانهم بحاجة إلى علاج ولربما كان من مصلحة الدعوة والدعاة عزل هؤلاء في ( كرنتيتة) كي لا يصيبوا بمرضهم بقية الدعاة..
اعتقد ان مقولة ( رب ضارة نافعة) تنطبق بشكل كبير على الدعوة اليوم.. فهي اما ان تعيد للدعوة وعيها وعافيتها او ان تنهيها فتستريح وتريح.. ولنتذكر ان الحزب ليس هدفا بحد ذاته انما هو وسيلة لتحقيق الأهداف فإذا اصبح عاجزا عن تحقيق الأهداف التي اسس من أجلها كان تركه والتخلي عنه موقفا منطقيا وسلميا وبعكسه لانها صنمية الحزب حيث يتحول وجوده الى هدف بذاته..

إرسال تعليق